أهم الأخبار

سفير بولندا الاتحاد الأوروبي يري في مصر ركيزة للاستقرار في المنطقة وشريكا لاغني عنه

كتب رفعت عبد السميع
في احتفالية رمضانيه رائعه وحفل افطار إستقبل السلك الدبلوماسي والإعلاميين بالقاهرة وسفراء العالم استقبلوا الصديق العزيز السيد السفير ميخاو موركوتسينسكي سفير بولندا في القاهره وقد ألقى كلمة بمناسبة تولي بولندا رئاسة الاتحاد الأوروبي قال فيها
يسعدني ويشرفني جدًا أن أخاطب هذا الجمع الكريم اليوم – في هذا الإفطار الذي نستضيفه بمناسبة الرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي. وهذه الأمسية لها طابع خاص بالنسبة لي، حيث أخاطبكم لأول مرة بصفتي رئيس البعثة في السفارة البولندية بالقاهرة. من الرائع أن أرى بعض الوجوه المألوفة – وكثير منكم يعلم أن هذه هي عودتي إلى مصر، حيث حظيت بشرف العمل كسفير لبولندا في القاهرة بين عامي 2014 و2018. إنه لمن الجيد أن أعود بين الأصدقاء – القدامى والجدد.
في الأول من يناير، تولت بولندا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي للنصف الأول من عام 2025. وتُعد الرئاسة فرصة ممتازة لكل عاصمة أوروبية لترك بصمتها على أعمال الاتحاد الأوروبي الجارية. وهي أيضًا فرصة لتسليط الضوء على القضايا التي نعتبرها ذات أهمية قصوى للاتحاد ككل.
تتولى بولندا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في وقت يشهد الكثير من التحديات والمخاوف. فالقارة الأوروبية تواجه تبعات العدوان المسلح الروسي على أوكرانيا والحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية. كما نشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية وتآكل النظام الدولي القائم على القواعد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرب في غزة والصراعات الأخرى العديدة في الشرق الأوسط تجعل العالم أقل أمانًا. إن المشهد الدولي يتغير بسرعة وبشكل غير مسبوق. وبالنسبة للدول التي ليست قوى عالمية ولكنها تمتلك إمكانات كافية للتأثير في مناطقها، مثل بولندا ومصر، فإن هذا يشكل تحديًا خاصًا. نحن نشعر بذلك في وارسو، وفي بروكسل، وكذلك في القاهرة.
“الأمن، أوروبا!” – هذا هو شعار رئاستنا. عندما كنا نناقش أولويات الرئاسة داخليًا في عام 2024، كنا نشعر أننا على وشك دخول منطقة اضطرابات. وللأسف، كنا على صواب.
ولهذا، فإن التركيز الأساسي لرئاسة بولندا هو دعم الجهود التي تعزز الأمن الأوروبي في أبعاده السبعة:
الدفاع والأمن – نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات طموحة ومشتركة لتعزيز الدفاع الأوروبي، مكملين بذلك جهود حلف الناتو. كما ستكون أولوية الرئاسة البولندية تعزيز التعاون مع الناتو والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تشاركنا نفس الرؤى، مثل المملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها.
حماية المواطنين والحدود – سنعمل معًا على إيجاد حلول جديدة للتعامل الشامل مع تحديات الهجرة وأمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مع تقليل الهجرة غير النظامية. كما سنسعى إلى تعزيز استجابة الاتحاد الأوروبي للتهديدات الهجينة، لا سيما استخدام الهجرة كأداة ضغط، وهو ما شهدناه في بولندا مؤخرًا.
مقاومة التدخلات الأجنبية والتضليل الإعلامي – ستعمل الرئاسة البولندية على تعزيز التنسيق في مكافحة المعلومات المضللة والتلاعب الإعلامي، بالإضافة إلى تحسين قدرة الاتحاد الأوروبي على منع وتقليل تأثير الهجمات العدائية في الفضاء الإلكتروني.
ضمان الأمن وحرية الأعمال – تهدف الرئاسة البولندية إلى المساهمة في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير التكنولوجي السريع والانتقال إلى الطاقة النظيفة ومواجهة تحديات المناخ. كما يجب تعميق السوق الأوروبية الموحدة وإزالة العوائق أمام الأنشطة العابرة للحدود، لا سيما في قطاع الخدمات.
الأمن الطاقي – تؤكد بولندا على أن ضمان استقرار وموثوقية إمدادات الطاقة هو عنصر أساسي في أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
الأمن الغذائي – يجب على أوروبا ضمان مكانة أقوى للمزارعين في سلاسل القيمة والحفاظ على استقرار دخلهم. نحن بحاجة إلى زراعة أوروبية تنافسية وقوية توفر الأمن الغذائي لمواطنينا.
الأمن الصحي – ستركز الرئاسة البولندية على التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية. كما أن تنويع سلاسل توريد الأدوية ودعم إنتاجها داخل الاتحاد الأوروبي يلعبان دورًا رئيسيًا.
كل هذا يحدد الاتجاه الذي نود أن يتطور فيه الاتحاد الأوروبي. وهنا في مصر، أود أن أؤكد على نقطتين في غاية الأهمية:
الاتحاد الأوروبي ومصر شريكان استراتيجيان. وهذا يعكس الأهمية التي نوليها للحفاظ على العلاقات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات. وأود أن أؤكد على كلمة “الشراكة” – التي تقوم على الثقة المتبادلة والاستعداد للعمل معًا والتعاون.
الاتحاد الأوروبي يرى في مصر ركيزة للاستقرار في المنطقة وشريكًا لا غنى عنه في جوارنا الجنوبي. هذه الرؤية تتبناها وارسو بالكامل، والدليل على ذلك هو الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية البولندي، السيد رادوسلاف سيكورسكي، إلى مصر خلال فترة رئاستنا.
انضمت بولندا إلى الاتحاد الأوروبي قبل 21 عامًا. بالنسبة لنا، كان ذلك بمثابة عودة عظيمة إلى أوروبا بعد أن أبعدتنا قسوة التاريخ عنها. واليوم، نحن أحد القادة الأوروبيين. لقد نما ناتجنا المحلي الإجمالي في عام 2024 بنسبة 2.9٪ ومن المتوقع أن ينمو أكثر في 2025 بنسبة 3.4٪. نحن مستعدون للمساهمة في تحقيق الأمن والازدهار لأوروبا، وكذلك لجوارنا الجنوبي.
تقع كل من بولندا ومصر في جوار جغرافي معقد، مما يتطلب منا إيلاء اهتمام خاص للأمن الدولي والديناميكيات العالمية. وأنا على يقين من أن هذا يمكن أن يكون أساسًا لبناء علاقات مثمرة ومستقرة في العديد من المجالات.
وفي هذا السياق، أود أن أتوجه بالشكر إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي، السيدة أنجليينا إيخهورست، على جهودها الحثيثة لتعزيز التقارب بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وختامًا، وإلى أصدقائي المصريين، أود أن أؤكد لكم أنني سأبذل قصارى جهدي لتعميق العلاقات البولندية-المصرية. لدينا إمكانيات هائلة معًا، وأنا عازم على منح تعاوننا في جميع المجالات دفعة قوية نحو الأمام.
شكرًا جزيلًا لكم، وأتمنى لكم رمضان كريم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى