سفير باكستان بالقاهرة: علاقات البلدين تاريخية تعززت على مدى قرون

فوزي مرسي
أكد سفير باكستان الجديد بالقاهرة عامر شوكت، أن علاقات البلدين تاريخية تعززت على مدى قرون من خلال روابط متبادلة من الإيمان المشترك والقيم والانتماءات الثقافية والتطلعات، وأبدت القيادة فى الآونة الأخيرة التزاما بترسيخ هذه الصداقة التاريخية فى شراكة دائمة.
وأضاف، واصل البلدين العمل على مدار العام الماضى من أجل أجندة تعاون ثنائى شامل يشمل السياسة والتجارة والاستثمار والدفاع والتعاون فى مجال الطاقة وتعميق الروابط بين الشعوب من خلال المزيد من التعاون فى مجال التعليم والتبادلات الثقافية.
جاء ذلك خلال كلمته، مساء الثلاثاء، فى حفل نظمته سفارة باكستان بمناسبة اليوم الوطنى الـ 85 لباكستان.
وتابع السفير: مصر بلد رائع حيث يوجد المجد الفرعونى القديم، ولمحة استثنائية عن العصر الإسلامى وإنعكاس عميق لأمة حديثة مرنة ومجتهدة ومتطلعة إلى الأمام.
وأضاف، خلال العام الماضى، كانت هناك تفاعلات كبيرة بين قيادتى البلدين حيث زار رئيس وزراء باكستان شهباز شريف مصر للمشاركة فى القمة الحادية عشرة لمجموعة الدول الثمانى فى ديسمبر.
وقام إلى جانب المشاركة فى القمة بتفاعلات مثمرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وقادة آخرين من دول الثمان.
وكذلك يتمتع نائب رئيس وزراء باكستان محمد إسحاق ووزير الخارجية د. بدر عبد العاطى بعلاقات وثيقة وودية، والتقيا ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية.
وأجرى شودرى سالك وزير الشؤون الدينية فى باكستان خلال زيارته للقاهرة فى أغسطس الماضى، مناقشات مهمة مع الإمام الأكبر ووزير الأوقاف.
وأضاف السفير، كما تتعاون باكستان ومصر بشكل فعال فى مختلف المحافل متعددة الأطراف، بما فى ذلك الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، ونحرص سويا على تعزيز مصالح العالم الإسلامى.
وقال: بينما تبدأ باكستان فترة ولايتها الثامنة فى مجلس الأمن الدولى، نحن، بدعم من مصر والدول الصديقة الأخرى ملتزمون بلعب دورنا البناء فى مواجهة التحديات العالمية الرئيسية وكذلك السعى إلى إيجاد حلول عادلة وسلمية للقضايا التى تؤثر على العالم الإسلامى وما وراءه.
وأكد، أن بلاده لا تزال ثابتة فى دعمها للنضال الشرعى لشعب جامو وكشمير المحتلة وشعب فلسطين، وأدان بشدة الوحشية الهندية فى جامو وكشمير المحتلة والعدوان الإسرائيلى فى غزة والضفة الغربية.
وأضاف، نحن ممتنون لمصر على إيصال المساعدات الإنسانية التى أرسلتها باكستان إلى سكان غزة، مؤكدًا، أن دور مصر فى هذا الصدد وكوسيط لتحقيق وقف إطلاق النار يستحق الثناء الشديد.
وتابع السفير: خلال السنوات الماضية، عمل البلدين معا لتحقيق الرغبة المتبادلة فى تعزيز التعاون الاقتصادى والعلاقات التجارية.
ظل حجم التجارة بين باكستان ومصر حوالى 350 مليون دولار أمريكى، ومع ذلك فى العام الماضى أعطى الانعقاد الناجح للمؤتمر الرابع لتنمية التجارة الباكستانية – الأفريقية، ومعرض البلد الواحد فى القاهرة زخما للعلاقات التجارية والتعاون التجارى الثنائى.
وأعلن السفير، عن زيارات لوفود تجارية -فى طور الإعداد- من باكستان ومصر لتحقيق الهدف المشترك المتمثل فى زيادة حجم التجارة الثنائية إلى عدة أضعاف بما يتماشى مع إمكاناتها الحقيقية.
وبالمثل، وصل استثمار باكستان فى مصر الآن إلى 400 مليون دولار أمريكى، حيث تستفيد العديد من الشركات المصرية من مزايا البيئة الصديقة للأعمال فى باكستان من خلال الاستثمار فى قطاعات التكنولوجيا المالية والتصنيع والبناء.
وتابع السفير: كما قمنا بدعوة أشقائنا المصريين للاستفادة من الحوافز المتاحة للدول الصديقة من خلال مركز الشارقة الدولى للصناعات المالية.
لطالما كان التعاون الدفاعى حجر الزاوية فى العلاقات الأخوية بين البلدين، مضيفًا، العلاقات الدفاعية متعددة الأوجه تتراوح بين المشتريات الدفاعية والتعاون التقنى وتبادل برامج التدريب والمشاركة فى التدريبات العسكرية ومكافحة الإرهاب.
وأضاف، العام الماضى شاركت مصر فى مناورات “درع السند” فى باكستان ب 3 طائرات مقاتلة من طراز F-16 ومن المقرر أن تشارك باكستان أيضًا فى تدريبات “النجم الساطع” و”إيدكس” المقرر عقده فى مصر خلال عام 2025.
فى مجال التعاون الثقافى، لمس مطربو القوال الباكستانيون المشهورون قلوب الجمهور فى مهرجان “سماع الدولى” الذى أقيم فى سبتمبر الماضى.
وأصدر الجانبان طوابع تذكارية للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الدبلوماسية فى أغسطس الماضى.
وفى مجال التعليم، أعرب السفير عن فخره بالطلاب الباكستانيين الذين يدرسون فى جامعة الأزهر، مشيدًا، بأداء الأساتذة المصريين فى الجامعة الإسلامية العالمية فى إسلام أباد.
وفى قطاع الصحة، والتعلم من التجربة الناجحة لمصر للقضاء على التهاب الكبد الوبائى سى، تتعاون باكستان ومصر الآن لتكرار النجاح المصرى فى باكستان.
فى ختام كلمته، أعرب السفير عن امتنانه وتقديره للمدرسة الباكستانية الدولية بالقاهرة والجالية الباكستانية التى تعيش فى مصر قائلًا: كان لكم دوركم الفعال فى إبراز صورة باكستان الناعمة وتعزيز العلاقات الباكستانية – المصرية.
ومن جهة أخرى، قال السفير: كان يوم 23 مارس 1940 هو اليوم الذى اجتمعت فيه القيادة الإسلامية لشبه القارة الهندية فى لاهور لتبنى “قرار باكستان” التاريخى، وبالتالى المطالبة بوطن منفصل حيث يمكن للمسلمين أن يعيشوا حياتهم بشرف وكرامة.
كان تحقيق هذا الهدف مهمة شاقة بالفعل، لكن أجدادنا وقفوا بقوة خلف القيادة القديرة للقائد محمد على جناح وحققوا حلم باكستان من خلال صمود رائع وتضحيات لا حصر لها وقناعة لا تتزعزع.
وأضاف، اليوم هو يوم -ليس فقط للإشادة بالنضال التاريخى لأجدادنا- ولكن أيضًا لإعادة التأكيد على التزامنا وتصميمنا على جعل باكستان منارة للسلام والازدهار والتقدم.
باكستان هى خامس أكبر دولة من حيث عدد السكان فى العالم، وهى فى وضع استراتيجى جيولوجى جيد لتكون بمثابة مركز اتصال وقناة للطاقة وبوابة اقتصادية وبحرية لجنوب آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط والصين.
وتابع: نحن مجتمع نابض بالحياة متعدد الثقافات والأعراق يضم 65٪ من السكان دون سن الـ 30 عامًا.
إن الطبقة الوسطى المتنامية البالغة 100 مليون نسمة، والقوى العاملة الفعالة من حيث التكلفة والبنية التحتية الحديثة والموارد الطبيعية الهائلة تجعل باكستان وجهة مربحة للتجارة والاستثمار.
ومنذ توليها المسؤولية العام الماضى، اتخذت الحكومة الحالية فى باكستان خطوات عملية مختلفة لوضع البلاد على طريق الاستقرار السياسى وتعزيز الأمن والتنمية الوطنية.
ضمنت هذه الإجراءات استقرار الاقتصاد الكلى وخفض التضخم وخلق الآفاق الاقتصادية الإيجابية لباكستان.
حيث يجذب نظام التأشيرات المحرر المتبع الآن المزيد من رجال الأعمال والسياح لزيارة باكستان أكثر من ذى قبل، وتقام الآن الأحداث الدولية الضخمة مثل كأس أبطال الكريكيت بنجاح فى باكستان.
للاستفادة من الإمكانات الاستثمارية فى باكستان، أثبتت مبادرة الحكومة مجلس خاص لتسهيل الاستثمار -أنها نموذج ناجح.
وعززت سياسة “خطوة واحدة” لتسهيل الاستثمار من ثقة المستثمرين من خلال إطار عمل صديق للاستثمار فى قطاعات رئيسية مثل الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين والطاقة والمعادن.
والتزمت الدول الصديقة مثل السعودية والإمارات وأذربيجان وماليزيا بالفعل باستثمارات بقيمة 20 مليار دولار أمريكى فى باكستان من خلال منصة المجلس الخاص لتسهيل الاستثمار.
حضر الحفل كل من: وزير قطاع الأعمال محمد شيمى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلمانى، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر أليساندرو فراكاسيتى.
كما حضر عدد من السفراء منهم: الأردن، فيتنام، سنغافورة، بنجلاديش، تركيا، السعودية، العراق، الجزائر، نيبال، البوسنة والهرسك، كوبا، روسيا، نيوزيلاندا، كوريا الشمالية، سريلانكا، كمبوديا، ألبانيا، ميانمار، منغوليا، قبرص، فنزويلا، أذربيجان، الفاتيكان، بيلاروسيا، المجر، فنلندا، إستونيا.
بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين من سفارات: المغرب، تركيا، ماليزيا، كوريا الشمالية، البحرين، بولندا، المجر.