ثروات مصر الزراعية المهدرة عمدا
في ظل ما يعانيه العالم من كارثة كوفيد ونقص الغذاء والدواء يمن الله علي مصر بمحصول وفير من البطاطس التي يمكن ان تكون بحالها غذاء متكامل وتطبخ علي اشكال والوان عدة ان ما حدث يا سادة تم زراعة مئات الآلاف من الافدنة بالمحصول وكان سعر الطن بالعام الماضي عشرة الاف جنيه فكان يغطي تكاليف الفلاح والزراعة والتسميد والري ويحصل المزارع علي ربح عادل
ولكن الطامة الكبري حدثت هذا العام نتيجة توقف خطوط التجارة العالمية واصبح المحصول عبئا علي المزارع فلا سعره يغطي تكلفة نقله من الحقل ووقع الاف المزارعين في خسائر كبيرة نتيجة عدم توافر ثلاجات لتخزين المحصول وعدم وجود مصانع لتوريد البطاطس لاستخدمها في عمليات التصنيع المختلفة سواء بتعبئتها وتصديرها أو تجفيفها لاستخراج النشا منها وبيعها كمنتج يدخل في كثير من الصناعات
وهنا يظهر القصور الواضح في اداء وزارة الزراعة وكل الكيانات التابعة لها فلماذا لم يتم التنبؤ بأهمية محصول كمحصول البطاطس لتحقق به مصر ميزة تصديرية للعديد من الدول الاوروبية التي هي في امس الحاجة له حاليا نتيجة توقف كافة الانشطة الزراعية بتلك الدول.
نحن دولة تعمل بلا خطة وبلا رؤية وفقدنا كل ميزة حبانا الله بها عمدا ففقدنا الذهب الابيض القطن المصري طويل التيلة وفقدنا صناعة النسيج من الكتان نتيجة عدم استحداث مصانع لتشغيل المنتج وفقدنا الميزة التصديرية لكثير من الفواكه والخضروات نتيجة إدخال مبيدات واسمدة مسرطنة واستخدام مياة الصرف عمدا في الزراعة.
لابد من وقفة فمصر دولة زراعية بالأساس والارض هي العنصر الوحيد المنتج في الكون ويجب اعادة النظر لوضع خطة زراعية صناعية تجارية تصديرية تخدم الفلاح والمستثمر الزراعي وتدعمه وتحد من نزيف الاستيراد لكثير من المنتجات الزراعية من الخارج
يا سادة لدينا الارض الخصبة حتي الرملية منها منتجة لكثير من المحاصيل بوفرة ولدينا الايدي العاملة الرخيصة ماذا ينقصنا لنصنع طفرة زراعية صناعية لسد احتياجات الناس بسعر عادل وتحقق دخل محترم للمزارع والمنتج الزراعي؟..
هل سبوبة الاستيراد هي من وراء تأخر تطوير الزراعة؟.. هل سفن نقل القمح واساطيل نقل المنتجات المستوردة هي السبوبة التي تمنع زراعة القمح والذرة وتوفير النقص بدل الاستيراد؟..
ان من حقنا أن نفهم لماذا الاهمال المتعمد لقطاعات معينه كانت مصدرا للتميز والاكتفاء علي مر العصور فمصر كانت سلة الغذاء لأوروبا وسدت مجاعة السنوات العجاف في عهد سيدنا يوسف مصر التي حباها الله بشعب طيب أصيل مكافح لابد لها من مكانة عالية ولشعبها الرفعة والكرامة وكل من يتعمد اهمال هذا الوطن ومقدراته سوف يحاسبه التاريخ ولن ترحمه الاجيال فالفرص الضائعة تودي بحياة الشعوب.