مسبار باركر الشمسى التابع لوكالة ناسا يكشف عن رؤى جديدة فى لغز تسخين الشمس
لقد حقق مسبار باركر التابع لوكالة ناسا تقدمًا كبيرًا في حل لغز قديم حول الشمس. فقد قدمت المركبة الفضائية رؤى جديدة حول سبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف باسم الهالة، عن سطحها. وقد حير هذا اللغز، المعروف باسم “لغز التسخين الإكليلي”، العلماء لعقود من الزمن.
اكتشافات مسبار باركر الشمسي
لقد أكمل مسبار باركر الشمسي، وهو أسرع جسم من صنع الإنسان، 20 مرورًا قريبًا من الشمس. وخلال هذه اللقاءات، جمع بيانات تكشف عن انعكاسات مفاجئة في اتجاه المجالات المغناطيسية للشمس، والتي تسمى “الانعطافات”. وقد تكون هذه الانعطافات حاسمة لفهم كيفية تسخين الهالة. ويتكهن الباحثون بأن الطاقة المنبعثة من هذه الانعكاسات في المجال المغناطيسي قد تساعد في تسخين الهالة وتسريع الرياح الشمسية.
ورغم أن الغلاف الضوئي أقرب إلى قلب الشمس، حيث يحدث الاندماج النووي، فإن الهالة أكثر سخونة بمئات المرات. وقد أظهرت بيانات مسبار باركر الشمسي أن الانعطافات العكسية شائعة في الرياح الشمسية القريبة من الشمس. ومع ذلك، لم يُلاحظ أن هذه الانعطافات العكسية تنشأ من الهالة نفسها، مما يستبعد إحدى النظريات الرائدة حول دورها في تسخين الهالة.
كشف آليات التدفئة
ويستكشف العلماء آليات بديلة قد تفسر ارتفاع درجات حرارة الهالة الشمسية. ومن بين الاحتمالات حدوث تصادمات انفجارية بين خطوط المجال المغناطيسي الفوضوية على سطح الشمس. وقد تؤدي هذه التصادمات إلى إحداث اهتزازات تشبه اهتزازات أوتار الجيتار، الأمر الذي يؤدي إلى تسريع البلازما في الرياح الشمسية إلى سرعات عالية. وإذا فقدت بعض الموجات المغناطيسية طاقتها قبل أن تهرب من الشمس، فقد تترسب هذه الطاقة في الهالة الشمسية، الأمر الذي يساعد في تسخينها.
إن نتائج مسبار باركر الشمسي تعمل على تحسين فهمنا لسلوك الشمس ولها آثار على التنبؤ بالعواصف الشمسية. وتستمر مهمة المسبار، التي بدأت في عام 2018، في توفير بيانات قيمة. وسوف يعود إلى أقرب نقطة له من الشمس في 30 سبتمبر/أيلول، ويقترب أكثر عشية عيد الميلاد هذا العام. ويوفر كل اقتراب فرصًا جديدة لكشف أسرار هالة الشمس وعملياتها الديناميكية.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.