مخاطر تحدث لعقلك عند ارتفاع حرارة الطقس.. أبرزها فقدان التركيز – اليوم السابع
كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن ذروة موجة الحر الشديد التي تشهدها البلاد ستصل ذروتها اليوم الأربعاء، على كافة أنحاء الجمهورية، فالحرارة تؤثر بشكل كبير على عقلك كما تؤثر على جسدك، وفي السطور التالية نتعرف على تأثير ارتفاع درجات الحرارة على عقلك.
إن العواقب الجسدية للحرارة، مثل ضربة الشمس والإجهاد الحراري، معروفة جيداً، ولكن للحرارة عواقب نفسية أيضاً – تتراوح العواقب من الانفعال إلى التسرع وصعوبة التركيز.
مخاطر ارتفاع درجات الحرارة
وبحسب موقع وكالة أسوشيتد برس، فإن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى الوفاة بثلاث طرق رئيسية. الطريقة الأولى هي ضربة الشمس، وهي ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم مما يؤدي إلى فشل الأعضاء.
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط، يقوم الجسم بإعادة توجيه تدفق الدم نحو الجلد ليبرد. ولكن هذا يحول الدم والأكسجين بعيدًا عن المعدة والأمعاء، ويمكن أن يسمح للسموم المحاصرة عادة في منطقة الأمعاء بالتسرب إلى مجرى الدم. وهذا يؤدي إلى سلسلة من الآثار السلبية مثل جلطات الدم وفشل العديد من الأعضاء، وفي النهاية الموت.
الطريقة الثانية هي ارتفاع ضغط الدم، وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
يبدأ الأمر مرة أخرى باندفاع الدم إلى الجلد للمساعدة في التخلص من حرارة الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. ويستجيب القلب بمحاولة ضخ المزيد من الدم لمنعك من الإغماء.
الطريقة الرئيسية الثالثة هي الجفاف الشديد. فمع تعرق الشخص يفقد السوائل إلى حد قد يفرض ضغطًا شديدًا على الكلى.
يمكن أن يتطور الجفاف إلى صدمة، مما يتسبب في توقف الأعضاء عن العمل بسبب نقص الدم والأكسجين والمواد المغذية، مما يؤدي إلى النوبات والوفاة.
كيف تؤثر الحرارة على الدماغ والعقل؟
ووفقا لموقع جمعية علم النفس الأمريكية، فإن الحرارة تؤثر أيضا على الدماغ، ويمكن أن تجعل الشخص يشعر بالارتباك أو يواجه صعوبة في التفكير.
إن أكثر المخاطر المباشرة التي قد تنتج عن ارتفاع درجات الحرارة هي المخاطر الجسدية. فعندما يفقد الجسم الكثير من الماء والملح عن طريق العرق، فإن النتيجة هي الإجهاد الحراري، الذي يتسم بالدوار، ورطوبة الجلد، وسرعة النبض. وقد يتطور الإجهاد الحراري غير المعالج بسرعة إلى ضربة شمس، والتي تحدث عندما ينهار نظام التبريد في الجسم تمامًا، مما يؤدي إلى ارتفاع كارثي في درجة حرارة الجسم الأساسية.
تؤثر هذه الحرارة الشديدة بشدة على الدماغ: حيث يعاني ما بين 10% و28% من الناجين من ضربة الشمس من تلف دماغي دائم.
يمكن لجميع الأدوية النفسية تقريبًا، باستثناء البنزوديازيبينات، أن تضعف قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة، مما يزيد من خطر الإصابة بالإجهاد الحراري وضربة الشمس.
ضربة الشمس هي حالة خطيرة للغاية يمكن أن تقتل ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين يعانون منها أثناء موجات الحر، ولكن العواقب الأقل فتكًا للحرارة يمكن أن تكون بعيدة المدى أيضًا.
وشملت الحالات التي تفاقمت بسبب الحرارة اضطرابات تعاطي المخدرات، والقلق والاضطرابات المرتبطة بالتوتر، واضطرابات المزاج، والفصام والاضطرابات ذات الصلة، وإيذاء النفس، واضطرابات السلوك في مرحلة الطفولة.
على الرغم من أن مشاكل المزاج الموسمية ترتبط في الغالب بالشتاء، إلا أن هناك أيضًا مجموعة فرعية من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد المرتبط بالصيف.
يبدو أن الاكتئاب المرتبط بالصيف أقل شيوعًا بكثير من الاضطراب العاطفي الموسمي الشتوي، والذي يرتبط بأيام أقصر في أشهر الشتاء ويبدو أنه مرتبط بتجارب الناس مع الحرارة والرطوبة.
إن بعض النواقل العصبية نفسها، مثل النورأدرينالين والدوبامين والسيروتونين، التي تشارك في تنظيم الحالة المزاجية تشارك أيضًا في تنظيم درجة الحرارة، لذلك قد يكون الخلل في واحد أو أكثر من أنظمة النواقل العصبية هو الذي يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بالإضافة إلى عدم القدرة على تحمل الحرارة والرطوبة.
قد يكون للاكتئاب الصيفي أيضًا مكون سلوكي أو إدراكي، حيث قد يعزل الأشخاص الذين لا يتحملون الحرارة أنفسهم في المنزل أو يقعون في دوامة من الخوف من أشهر الصيف الطويلة والحارة.
وقد ارتبطت الحرارة أيضًا بتغيرات في السلوك والإدراك. وقد لاحظ باحثو العدالة الجنائية منذ فترة طويلة وجود ارتباطات بين الطقس الدافئ والجريمة. وأظهرت دراسة حديثة تبحث في العلاقة بين عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من الحرارة والجريمة أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.