لقاح يعالج نوعًا من السرطان يصيب النساء تحت سن الخمسين

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة الأبحاث السريرية أن آلاف النساء اللاتي يعانين من سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة وربما يتمكنن من تقليل خطر الإصابة بالمرض عن طريق تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

وأظهرت الدراسة أن حالات سرطان عنق الرحم في المملكة المتحدة انخفضت بشكل كبير منذ تقديم اللقاح للأطفال والمراهقين في سن 12 و13 عاما -الفتيات والفتيان على حد سواء- كوقاية من المرض، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

ووجدت التجربة أن الخلايا الشرسة تم تدميرها في أكثر من نصف حالات تلقي اللقاح، وبعد ما يقرب من عامين لم تظهر هذه الخلايا مرة أخرى لأي منها، وفي الوقت الحاضر يتم تقديم عملية جراحية غير مريحة تسمى عصر الحلقة التي “تزيل” من عنق الرحم، بالنسبة للنساء اللاتي لديهن هذه الخلايا الخطرة، ولكن بعد التطور في اللقاح تم الاستغناء عن هذه العملية بشكل كبير.

وقال الخبراء إن اللقاح يعتبر “أحد اللقاحات العلاجية الأكثر فعالية” حتى الآن، ويمكن أن يمهد الطريق لبروتوكول جديد للنساء، مما يعني أنه لن يتعين عليهن بعد الآن الخضوع لهذا الإجراء.

أعراض سرطان عنق الرحم

أعراض سرطان عنق الرحم التي ينبغي دفعها إليه تشمل النزيف المهبلي غير المعتاد والألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وألم في أسفل الظهر أو الحوض.

وقالت الدكتورة رفيقة يجيت، أخصائية أمراض النساء والأورام في المركز الطبي الجامعي في غرينين، إنه وفقًا لمعرفتنا، فإن معدل الاستجابة هذا يجعل VVAX001 أحد أكثر اللقاحات العلاجية فعالية لآفات Cin3 المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري 16 والتي تم الإبلاغ عنها حتى الآن. واللقاح الذي أطلق عليه الباحثون اسم VVAX001 – كان “كما كان معروفا” أحد “اللقاحات العلاجية الأكثر فعالية” لسرطانات عنق الرحم.

وأضافت أنه إذا تم تأكيد النتائج في تجربة أكبر، فإن هذا قد يعني أن “نصف المرضى على الأقل” الذين لديهم خلايا سرطانية عالية الخطورة “قد يتمكنون من الاستغناء عن الجراحة وتجنب جميع آثارها الجانبية ومضاعفاتها المحتملة”.

ووفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فإن حوالي 8 من كل 10 أشخاص سيصابون بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما من حياتهم، وسيتخلص جسمهم منه دون أي مشاكل، ومع ذلك، يبقى 13 من أصل 150 نوعا من الفيروسات في الجسم. منذ فترة طويلة، ومن المعروف أنه يسبب 99.7% من حالات سرطان عنق الرحم.

هناك ثلاثة أنواع من سرطان عنق الرحم قبل السرطان – CIN1 (خفيف)، Cin2 (متوسط) وCin3 (خطير)، وهي خلايا غير طبيعية تبطن عنق الرحم.

وإذا تركت حالات النوع الشديد Cin3 دون علاج، فإن ما يقرب من ثلث حالات الإصابة تتطور إلى سرطان عنق الرحم خلال 10 سنوات، ويصل العدد إلى النصف تقريبا بعد 30 عاما.

تحدث غالبية حالات CIN3 بسبب سلالة معينة من فيروس الورم الحليمي البشري المعروف باسم HPV16.

وفي المرحلة الثانية من التجربة، تلقى 18 مريضا مصابا بـ CIN3 ثلاث جرعات من اللقاح لمدة ثلاثة أسابيع.

وتظهر بيانات فحص عنق الرحم الصادرة عن الهيئة الوطنية للخدمات الصحية، والتي تعود إلى عام 2011، أن نسبة الإقبال كانت في أعلى مستوياتها في ذلك العام (75.7%)، ثم انخفضت مع مرور الوقت.

وتم تطعيم 67.2% فقط من الفتيات بشكل كامل في 2021/22، وهو انخفاض عن أعلى مستوى وهو 86.7% في 2013/2014. وتظهر بيانات الهيئة الوطنية للخدمات الصحية أن حوالي 62.4% من الأولاد، الذين تم تقديم التطعيم لهم منذ عام 2019، قد تم تطعيمهم في العام الدراسي الأخير.

لقد خضع الجميع لتنظير عنق الرحم الروتيني، وهو اختبار لإلقاء نظرة فاحصة على عنق الرحم.

وبعد متابعة استمرت 19 أسبوعًا، تقلصت خلايا CIN3 أو اختفت لدى تسعة مرضى، وفي ثلاث حالات، تم تدميرها بالكامل.

وقال العلماء إن حجم أنسجة Cin3 لدى هؤلاء المرضى التسعة “انخفض بشكل ملحوظ لدى جميع المرضى باستثناء واحد، وخضع جميع المتطوعين التسعة الآخرين لعملية جراحية، وهو العلاج القياسي الحالي، ولكن بحلول الوقت الذي أجريت فيه الجراحة لأربعة وقال العلماء إنه من بين المرضى التسعة، لم يبق لديهم أي مرض، مما يشير إلى أن اللقاح ربما كان فعالا معهم أيضا.

تتم دعوة النساء في سن 25 إلى 49 عامًا في المملكة المتحدة لإجراء فحص عنق الرحم في عيادة طبيبه العام كل ثلاث سنوات، وبالنسبة للنساء في سن 50 إلى 64 عامًا، يتم إجراء الفحص كل خمس سنوات.

اعتمادًا على نتيجة اختبار مسحة عنق الرحم، قد يتم استدعاء بعض النساء مبكرًا في الفترات الروتينية التي تستمر ثلاث سنوات.

وفي عام 2023، تعهدت الهيئة الوطنية للخدمات الصحية بخفض عدد النساء المصابات بسرطان عنق الرحم بشكل كبير بحلول عام 2040، وتعهدت بتعزيز الطلب على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وفحص عنق الرحم.