الدكتور مصطفى عثمان يكتب كبسولات النجاح……
النقد الذاتي self criticism
للنقد الذاتي مفهوم غامض يعد مشكلة حقيقية تؤثر بشكل كبير على حياتك و تحقق احترامك لنفسك و تساعدك على تحديد اهدافك ؛ كذلك علاقتك بالآخرين ؛ من الامثلة التي يعقبها النقد الذاتي المواقف الاتية : يوبخ المدرس نفسه إذا شعر أنه قاسى على طالب ؛ اذا استشعر ضرورة الإجابة على سؤاله لنفسه ؛ لماذا أنا أفعل ذلك دائما ؟ الطالب دائما متجهما للغاية بسبب قسوتي عليه ؛ أو قد يخسر محاميا قضية رغم فوزه بالعديد من القضايا الأخرى في الماضي عند شعوره بأنه لم يبذل العناية المطلوبة للدفاع في هذه القضية و كسبها ؛ لماذا لم أستطيع الفوز بهذه القضية السهلة البسيطة ؟ اذاً أنا لا أصلح لهذه الوظيفة ؟ إذا كان في راسك مثالا لذلك ؛ فأنت بحاجة لتعلم النقد الذاتي .
أبدء النقد للعيوب المتصورة في جوانب ذاتك : في المظهر الجسدي – السلوك – الأفكار – المشاعر – الصفات الفكرية ؛ الفشل في شيء مهم بالنسبة لك و لكنه مؤلم وقاسى و يهزك شخصيا و يهدد جوهر معتقدك لذاتك و ما تطمح أن تكون عليه .
عندما تكون في موقف الفشل لا تلجأ ابدا إلى استراتيجية الحماية الذاتية التي هي القاء اللوم على الاخرين ( شماعة الفشل ) أو التقليل من أهمية الحدث ؛ هذه الاستراتيجية تشعرك بالتحسن على المدى القريب و لكنها بشكل عام لا تساعد على التحسين أو تجنب تكرار هذه الأخطاء في المستقبل ؛ يحب عليك ترشيد ما حدث حتى تضع نفسك في صورة إيجابية .
ضرورة مواجهة العيوب : على الرغم أن القول أسهل من الفعل إلا أن النظر إلى الذات بصدق أمر مهم من أجل السعي إلى التحسين ؛ قد تكون مواجهة العيوب أمرا ساحقا يؤدى الى الشعور باليأس .
من أجل تحمل المسئولية عن الأفعال و بذل الجهد للتحسين القى باللوم على نفسك لكن يكون ذلك بحذر شديد ؛ لا تفرط في ذلك اللوم لأن التقارير البحثية تشير الى أن الافراط في النقد الذاتي يؤدى إلى زيادة التسويف و المماطلة و يعيق السير نحو الهدف ؛ كما أنه يؤدى الشعور بعدم القيمة و الكفاءة إلى أبعاد أي احتمال لبذل الجهد للأفضل في المرة القادمة .
النقد الذاتي قوى وخطير و لكن يجب أن يمارس باعتدال فهو يعمل بشكل صحيح لتحفيز التحسين لكن الافراط في استخدامه يمكن أن يفسد ثقتك بنفسك ؛ فكن حذرا في ممارسته .