اقتصادعاجل

خبيرة: النظام التجارى متعدد الأطراف لا يزال تحت ضغط التوترات الجيوسياسية

القاهرة: «السفير»

ناقشت نائبة المدير العام لمنظمة التجارة العالمية جوانا هيل آثار التوترات التجارية على مستقبل التجارة في حلقة نقاشية عقدت خلال قمة الأعمال APEX في سنغافورة.

وبحث المشاركون الجوانب الرئيسية للمشاركة الاقتصادية العالمية في مجالات مثل التقنيات الناشئة والبيانات وتأثيرها على تدفقات التجارة الدولية، حيث أكد هيل على الدور الحيوي لمنظمة التجارة العالمية في المساعدة في معالجة التحديات الحديثة في المشهد الجيوسياسي المعقد اليوم.

وسلطت جوانا هيل الضوء على مرونة التجارة الدولية في مواجهة الأزمات المتعددة على مدى السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أنه في نهاية عام 2023، كانت تجارة السلع من حيث القيمة الحقيقية أعلى بنسبة 6% من ذروتها قبل الجائحة وأعلى بنسبة 19% مما كانت عليه في عام 2015.

وبحسب أحدث توقعات منظمة التجارة العالمية بشأن التجارة، من المتوقع أن تتعافى تجارة السلع العالمية تدريجيا بنسبة 2.6% هذا العام، بعد انكماشها بنسبة 1.2% في عام 2023.

وعلاوة على ذلك، ووفقًا للموقع الرسمي للمنظمة، فقد ذكرت أن متوسط ​​مستوى التعريفات الجمركية للدولة الأكثر رعاية انخفض بنسبة 8.3٪ بين عامي 2015 و 2022، وهي فترة مضطربة في التجارة الدولية. تُظهر هذه الأرقام أنه على الرغم من الرياح المعاكسة، تظل التجارة الدولية مسارًا للنمو الاقتصادي والتنمية ومصدرًا للاستقرار الاقتصادي.

واعترف هيل بأن النظام التجاري المتعدد الأطراف لا يزال تحت ضغط التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي، وفي حين قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن الانفصال أو إزالة العولمة، فإن تدفقات التجارة تظهر العلامات الأولى للتفتت على أسس جيوسياسية.

واستشهدت ببيانات من تقرير منظمة التجارة العالمية “آفاق وإحصاءات التجارة العالمية 2024″، الذي يظهر أن التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين نمت بنسبة 30% أبطأ منذ عام 2018 مقارنة بتجارتهما مع بقية العالم. ومنذ عام 2022، وهو العام الذي بدأت فيه حرب روسيا مع أوكرانيا، نمت تدفقات التجارة السلعية بين الكتل الجيوسياسية الافتراضية بنسبة 4 إلى 6% أبطأ من التجارة داخل تلك الكتل.

ويؤكد الوضع على الأرض هذا الأمر: حيث تعمل الشركات على نقل إنتاجها وتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها لتحمل الصدمات الاقتصادية.

وأعربت هيل عن وجهة نظرها بأن بعض مجالات التجارة الدولية، وخاصة تلك التي من شأنها أن تشكل الميزة التنافسية للمستقبل، مثل التقنيات الناشئة والبيانات، هي موضوع تركيز متزايد.

وفي ظل هذا المشهد الجيوسياسي المعقد، قال هيل إن منظمة التجارة العالمية تشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على دور التجارة في دعم النمو والتنمية مع المساعدة في معالجة التحديات الناشئة.

وأضافت أنه يتعين علينا أن ندرك مخاوف الأعضاء في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. وفي ضوء هذه التحديات، أكدت هيل على أهمية الحوار بين اللاعبين الاقتصاديين الرئيسيين. وفي رأيها، تظل منظمة التجارة العالمية منتدى طبيعيا لمثل هذه المناقشات.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى