دراسة فنلندية: بعض الأطعمة الصحية للأطفال تزيد خطر الإصابة بالسكري

كشفت دراسة فنلندية واسعة النطاق أن تناول أغلب الفواكه وبعض الحبوب يزيد بشكل سلبي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وأشارت الدراسة أيضاً إلى وجود بعض الأطعمة التي تساعد في مكافحة هذا المرض.

مُركّز الدراسة وعلى وجه الخصوص، تأثير النظام الغذائي للأطفال على تطور مرض السكري من النوع الأول، وهو مرض مزمن يهاجم فيه الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

وبحسب الباحثين فإن حالات الإصابة بهذا المرض لدى الأطفال قد تتضاعف خلال العشرين عاماً المقبلة، حيث من المتوقع أن ترتفع من 8.4 مليون حالة عام 2021 إلى 17.4 مليون حالة بحلول عام 2040.

وتسجل فنلندا أعلى معدل إصابة في العالم، حيث يصل إلى 52.2 حالة لكل 100 ألف طفل دون سن الخامسة.

قام باحثون في فنلندا بمتابعة 5674 طفلاً منذ الولادة وحتى سن السادسة.

خلال هذه الفترة، احتفظ الآباء بسجلات دقيقة لكل ما يأكله أطفالهم. وكان جميع الأطفال المشاركين في الدراسة معرضين وراثيًا للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

اقرأ أيضًا: دراسة سويدية: مرض السكري يسرع شيخوخة الدماغ بـ4 سنوات

وفي نهاية فترة السنوات الست، أصيب 94 طفلاً بالمرض، بينما ظهرت على 206 أطفال علامات المناعة الذاتية، وهي مرحلة تسبق تطور مرض السكري.

وقالت الدكتورة سوفي فيرتانين، من معهد الصحة والرعاية الاجتماعية في هلسنكي، التي قادت الدراسة: “على حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها دراسة النظام الغذائي الكامل للأطفال في نفس الوقت”.

وعند مقارنة الأنظمة الغذائية بتطور المرض، وجد الباحثون زيادة كبيرة في المخاطر لدى الأطفال الذين تناولوا المزيد من الفاكهة والشوفان والجاودار، مقارنة بمن تناولوا كميات أقل. كما وجدوا أن تناول المزيد من الموز والقمح ومنتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل السكري المناعي الذاتي.

ليس كل الفواكه

ومن ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تناولوا المزيد من التوت مثل التوت الأزرق والعنب الأسود والتوت الأحمر، انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. كما لوحظ تأثير إيجابي مماثل مع تناول المزيد من الخضروات الصليبية مثل القرنبيط والبروكلي والملفوف.

وأوضح فيرتانين أن “التوت يحتوي على مركبات نباتية تسمى البوليفينول والتي قد تقلل الالتهاب المرتبط بتطور مرض السكري من النوع الأول. ومن ناحية أخرى، قد تحتوي الفاكهة على مواد ضارة لا تحتوي عليها التوت، مثل المبيدات الحشرية”.

وأكد فيرتانن على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد المركبات المسؤولة عن التأثيرات الإيجابية أو السلبية للأطعمة المرتبطة بتطور مرض السكري.

وأضافت أن فريقها لا يوصي حاليا بإجراء تغييرات غذائية للأطفال بناء على هذه النتائج، نظرا للفوائد الصحية الأخرى المرتبطة بالأطعمة التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.

اقرأ أيضاً: أكثر من 87 ألف شخص يعانون من مرض السكري في مكة.. ما هي المضاعفات وعوامل الخطر؟

وقال فيرتانين “إن العديد من الأطعمة التي وجدنا أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري تشكل جزءًا من نظام غذائي صحي. لذا فمن المهم تكرار نتائجنا في دراسات أخرى قبل أن يفكر أي شخص في تغيير النظام الغذائي لأطفاله”.

ومن المتوقع أن يتم تقديم الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) في مدريد بإسبانيا.

هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة.

وأشار كيفن ماكونواي، أستاذ الإحصاء التطبيقي في الجامعة المفتوحة والذي لم يشارك في الدراسة، إلى بعض القضايا المعنية.

وأوضح أن النتائج سيتم عرضها في مؤتمر، لكن لا توجد بيانات دقيقة وموثقة حتى الآن لدعم النتائج، ولم يتم تقديم أرقام واضحة تصف الزيادة الفعلية في خطر الإصابة بمرض السكري.
وأضاف أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة ربما كانت لديهم عوامل أخرى، غير النظام الغذائي، تؤثر على زيادة خطر إصابتهم بالمرض.

نُشرت هذه المقالة في دراسة فنلندية: بعض الأطعمة الصحية للأطفال تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري لأول مرة على موقع الوهم.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.