القيلولة وقت الظهر كلها فوايد وصحة لجسمك – اليوم السابع
لطالما كانت القيلولة موضوعًا للنقاش، حيث يؤيدها البعض كوسيلة لإعادة شحن الطاقة وتعزيز الإنتاجية، بينما يراها آخرون علامة على الكسل. ومع ذلك، تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن القيلولة القصيرة بعد الظهر قد تكون أكثر فائدة مما كان يُعتقد سابقًا، حيث تقدم مجموعة من الفوائد الصحية المعرفية والعاطفية والجسدية.
أظهرت الأبحاث أن أجسامنا تميل بشكل طبيعي إلى الدخول في فترة من النعاس في وقت مبكر من بعد الظهر، وعادة ما تكون بين الساعة 1 ظهرًا و3 ظهرًا. ويتزامن هذا الانخفاض في مستويات الطاقة مع انخفاض في درجة حرارة الجسم وزيادة في الميلاتونين، الهرمون الذي يعزز النوم. وهذا الإيقاع اليومي الطبيعي، المعروف باسم انخفاض ما بعد الغداء، هو السبب وراء شعور العديد من الأشخاص بالنعاس بعد الغداء.
وجدت إحدى الدراسات أن القيلولة التي تتراوح مدتها بين 10 إلى 20 دقيقة يمكن أن تحسن اليقظة والأداء بشكل كبير، دون التسبب في الخمول الذي يصاحب القيلولة الطويلة عادةً. هذه القيلولة القصيرة، والتي يشار إليها غالبًا باسم “القيلولة القوية”، مثالية لإعادة شحن بطارياتك بسرعة دون التدخل في نوم الليل.
الفوائد المعرفية للقيلولة
لقد ثبت أن القيلولة تعمل على تعزيز الوظائف الإدراكية، بما في ذلك الذاكرة والإبداع وحل المشكلات. وقد وجدت دراسة أجرتها وكالة ناسا على الطيارين ورواد الفضاء أن القيلولة لمدة 26 دقيقة تعمل على تحسين الأداء بنسبة 34% واليقظة بنسبة 100%. ويؤكد هذا الاكتشاف على أهمية القيلولة في المواقف التي يكون فيها الحفاظ على مستويات عالية من الوظائف الإدراكية أمرًا بالغ الأهمية.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن القيلولة يمكن أن تعزز التعلم، حيث أظهرت الدراسة أن القيلولة يمكن أن تحسن قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها، وخاصة في المهام التي تتطلب الحفظ، لأن القيلولة تساعد على ترسيخ الذكريات ونقل المعلومات من التخزين قصير المدى إلى التخزين طويل المدى.
فوائد عاطفية ونفسية
يمكن أن تعمل القيلولة القصيرة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الشعور بالإحباط. تساعد القيلولة على إعادة ضبط الدماغ، وتقليل التوتر والقلق من خلال خفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي في الجسم.
الفوائد الصحية الجسدية
لا تقتصر فوائد القيلولة على الدماغ، بل إنها توفر أيضًا العديد من الفوائد الصحية الجسدية. تشير الأبحاث التي نشرتها المعاهد الوطنية للصحة إلى أن القيلولة يمكن أن تساعد في تنظيم ضغط الدم. وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أخذوا قيلولة لمدة 30 دقيقة في فترة ما بعد الظهر كان ضغط دمهم أقل بعد الإجهاد العقلي مقارنة بمن لم يأخذوا قيلولة.
العثور على التوازن الصحيح
رغم أن فوائد القيلولة واضحة، فمن المهم أن نلاحظ أن التوقيت والمدة أمران حاسمان. يوصي الخبراء بالحفاظ على القيلولة لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة لتجنب خمول النوم، والشعور بالخمول الذي قد يحدث بعد قيلولة طويلة. ومن الجيد أيضًا أن تغفو في وقت مبكر بعد الظهر لتجنب التدخل في أنماط النوم في الليل.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.