عام دراسي جديد.. دليلك ليوم صحى لطفلك فى المدرسة – اليوم السابع
لا شك أن اتباع نمط حياة صحي يعد أحد ركائز النمو البدني والعقلي للأطفال والمراهقين في مختلف مراحل الدراسة، فهو يتضمن التغذية الجيدة والنشاط البدني المعقول، بالإضافة إلى إعطاء الجسم نصيبه من الراحة والاسترخاء.
قال الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، إن التغذية قبل الذهاب إلى المدرسة، والمتمثلة في وجبة الإفطار، مهمة للغاية، بل إنها أهم وجبة في اليوم.
وأوضح أنه يجب أن تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة مثل (الخبز الكامل أو الشوفان) لأنها توفر الطاقة المستدامة للجسم، والبروتين مثل (البيض والجبن والزبادي) لأنه يساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول ويدعم بناء العضلات.
وأضاف أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي أيضاً على الفواكه والخضروات الطازجة، التي توفر الفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاجها الجسم، فضلاً عن الدهون الصحية التي تدعم نمو الدماغ وتوجد في أطعمة مثل الأفوكادو والمكسرات.
وأشار الدكتور محمد الحوفي إلى أن وجبة مكونة من شطيرة خبز قمح كامل مع بيضة مسلوقة وبعض الخضروات، أو طبق من دقيق الشوفان مع الفواكه والمكسرات، أو الزبادي اليوناني مع العسل والفواكه الطازجة، تكفي لتكوين وجبة إفطار متوازنة تمد الجسم بكل العناصر الغذائية الضرورية. وأكد أنه من المهم أن يتناول الأطفال وجبات خفيفة صحية خلال اليوم للحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز، وأن تكون الوجبة على سبيل المثال قطعة فاكهة (تفاحة أو موزة)، أو قطعة جبن مع خبز قمح كامل.
كما أكد أن الغداء يجب أن يكون متوازناً أيضاً، ويحتوي على البروتين مثل (اللحم المشوي أو الدجاج أو الفاصوليا أو التونة)، والكربوهيدرات المعقدة مثل (الأرز البني أو المعكرونة الكاملة أو الخبز الكامل الحبوب)، والخضروات مثل (السلطات أو الخضروات المطبوخة)، مشيراً إلى أنه يمكن تناول وجبة خفيفة بعد الظهر مثل الزبادي مع الفاكهة أو حفنة من المكسرات أو الخضروات المقطعة مع الحمص.
وأكد أن فترات الراحة خلال اليوم الدراسي مهمة للأطفال لتعزيز تركيزهم وتجديد طاقتهم، وفي هذا السياق نصح بضرورة وجود فترة راحة قصيرة خلال الصباح تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة بعد أول ساعة أو ساعتين من الدراسة، حتى يتمكن الأطفال من تناول وجبة خفيفة واللعب قليلاً لاستعادة التركيز، أما وقت الغداء فيجب أن تكون هناك فترة راحة أطول تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة لتناول الغداء وممارسة بعض الأنشطة البدنية، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتجديد الطاقة.
كما نصح الدكتور محمد الحوفي بضرورة وجود فترة راحة قصيرة في فترة ما بعد الظهر لمدة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق كل ساعة ونصف إلى ساعتين، للسماح للأطفال بالحركة قليلاً والابتعاد عن مكاتبهم.
وأشار إلى أن شرب الماء بشكل منتظم مهم جداً للأطفال، فهو يحافظ على ترطيب الجسم طوال اليوم، بالإضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم ما بين 8 إلى 10 ساعات يومياً، ما يساهم في تحسين الأداء الدراسي والتركيز. واختتم مؤكداً أنه باتباع هذه النصائح يمكن تحسين أداء الأطفال وزيادة تركيزهم ونشاطهم خلال اليوم الدراسي.
وفي السياق ذاته، قدمت الدكتورة جاكلين ألبين، أستاذة الطب الباطني وطب الأطفال والصحة العامة في كلية الطب بجامعة ساوث ويسترن في الولايات المتحدة، وخبيرة في الطب الغذائي، بعض النصائح للأهالي لمساعدة وتشجيع أبنائهم على تناول الأطعمة الصحية خلال اليوم الدراسي، ومنها أن تقوم الأم بإعداد الوجبة في المنزل مع تقليل مستويات السكر والملح فيها، وأن تكون الوجبة متوازنة وتجمع بين العناصر الغذائية والمتعة في تناولها، ما يجعل الأطفال يشعرون بالشبع والرضا في نفس الوقت.
واقترحت إشراك الطفل في اختيار وجباته المدرسية، وذلك بأن تطلب الأم كتابة كل ما يرغب في وجوده في الوجبة المدرسية، كما يمكنها مساعدته في ذلك من خلال طلب منه التفكير في أطعمة ملونة يضعها فيها، مشيرة إلى أن الأم قد تتفاجأ بالبروتينات والفواكه والخضروات التي يذكرها أطفالها.
وشددت على أهمية شرب كميات كافية من الماء، موضحة أنه بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية فإن 50% من المراهقين لا يشربون كمية كافية من الماء، و1 من كل 5 أشخاص لا يشربون كمية كافية من الماء لترطيب أجسامهم.
واعترف ألبين أنه عادة ما يكون من الصعب إقناع الأطفال بشرب الماء، مقترحاً في هذا الصدد إضافة فاكهة مثل الفراولة أو الأعشاب إلى الماء لجعله لذيذاً وسيقبل الأطفال على شربه، مؤكداً أن تغذية الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين، من خلال تقديم وجبات صحية ومتوازنة تساعدهم على بناء مستقبل صحي وسعيد تكون فيه عادات الأكل الصحية جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.