أنت ما تأكله.. كيف يؤثر الطعام على صحتك النفسية؟
يمكن أن يكون نظامنا الغذائي أداة بسيطة ولكنها قوية لتعزيز الصحة العقلية، لذلك في المرة القادمة التي تجلس فيها لتناول وجبة، اسأل نفسك: هل هذا الطعام يغذي جسمك أو حالتك النفسية؟ وفي هذا التقرير نتعرف على تأثير الطعام الذي تتناوله على صحتك، بحسب موقع تايمز ناو.
وقالت الدكتورة نيشثا جاين، أخصائية علم النفس واستشاري الصحة العقلية، إن هناك تأثيراً قوياً للطعام على الجسم والعقل.
وأضافت: “إن مقولة “أنت ما تأكله” تحمل حقيقة أكثر مما نعتقد”، لأن الدماغ، الذي يتحكم في عواطفنا، يعتمد على العناصر الغذائية ليعمل على النحو الأمثل.
وفقا لجين، فإن اتباع نظام غذائي صحي مليء بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة يعزز الاستقرار العاطفي من خلال تحسين صحة الأمعاء.
تنتج الأمعاء، التي يشار إليها غالبًا باسم “الدماغ الثاني”، حوالي 90٪ من السيروتونين في الجسم، وهو ناقل عصبي ينظم المزاج والنوم والشهية.
وأوضحت جين أن الأطعمة المصنعة، على الرغم من أنها تمدنا بالطاقة في البداية، إلا أنها تؤدي بسرعة إلى انهيار يجعلنا نشعر بالخمول والانفعال.
وحذرت من أن “تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يسبب التهابات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يؤدي إلى اضطرابات المزاج”.
مع مرور الوقت، يمكن لنظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة أن يخلق دورة من الارتفاعات والانخفاضات العاطفية، مما يؤثر على الصحة العقلية.
ومن ناحية أخرى، فإن أحماض أوميجا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة وفيتامين د تدعم بنية الدماغ وتقلل الالتهابات وتحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ وتقلل من أعراض الاكتئاب والقلق.
التغذية تنظم حالتك المزاجية
يتلقى الدماغ حوالي 20% من السعرات الحرارية اليومية التي نتناولها وهذا ليس فقط للطاقة، ولكن أيضًا للمغذيات الدقيقة التي تنظم الناقلات العصبية، مثل السيروتونين.
تم ربط الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل السلمون وبذور الكتان، بشكل مباشر بتقليل الاكتئاب، بينما توفر الكربوهيدرات المعقدة من الحبوب الكاملة إطلاقًا ثابتًا للجلوكوز، مما يزيد من توازن المزاج.
هناك أيضًا علاقة حاسمة بين صحة الأمعاء والصحة العقلية، حيث تلعب بكتيريا الأمعاء المفيدة دورًا مهمًا في الصحة العقلية.
تتواصل تريليونات البكتيريا الموجودة في الأمعاء مع الدماغ، مما يؤثر على الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية.
الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخلل الملفوف غنية بالبروبيوتيك التي تدعم صحة الأمعاء، وتعزز بشكل غير مباشر الاستقرار العاطفي.
نقص التغذية يؤدي إلى الاكتئاب
وأوضح الخبراء أن نقص التغذية يعد عاملا خفيا في اضطرابات الصحة العقلية. على سبيل المثال، ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د بالاضطراب العاطفي الموسمي، في حين أن نقص المغنيسيوم والزنك يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
ينصح الخبراء بدمج الخضار الورقية الداكنة والمكسرات والبذور في نظامك الغذائي للمساعدة في مكافحة هذا النقص.
تكوين علاقة واعية مع الطعام
وأكد الخبراء أن تكوين علاقة واعية مع الطعام هو مفتاح الصحة العقلية. عندما نأكل ببطء ونستمتع بكل قضمة، فإن هذا الارتباط يعزز الوعي العاطفي ويمكن أن يساعدنا في اتخاذ خيارات غذائية أفضل.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.